تعتبر أورام القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وهو نوع من الأورام التي تتشكل في الأمعاء الغليظة. سرطان القولون يمكن أن يتطور ببطء على مر السنين، ويُعد الاكتشاف المبكر للمرض أحد العوامل الأساسية للسيطرة عليه وتحسين فرص العلاج.
أعراض سرطان القولون قد تختلف من شخص لآخر، لكنها غالباً ما تشمل تغييرات في عادات الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك المستمر، وآلام في البطن، وفقدان غير مبرر للوزن، والشعور بالتعب. ولهذا، يُعتبر تشخيص سرطان القولون بشكل دقيق وسريع ضروريًا لضمان تقديم العلاج المناسب. يعتمد التشخيص عادةً على الفحص السريري، الفحوصات المخبرية، والاختبارات التصويرية مثل منظار القولون التشخيصي، الذي يُساعد في تحديد وجود الأورام واستبعاد أي أمراض أخرى.
ما هي أورام القولون وأهم مراحله؟
أورام القولون هو نوع من السرطان ينشأ من البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة (القولون)، وغالبًا ما يترافق مع سرطان المستقيم في حالة تُعرف باسم سرطان القولون والمستقيم (Colorectal Cancer).
تحدث أورام القولون عندما تتحول خلايا القولون إلى خلايا سرطانية تتسم بالنمو السريع والانقسام المستمر، دون أن تموت، مما يؤدي إلى تكوين ورم سرطاني خبيث. يعتبر سرطان القولون ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، مع نسبة أعلى قليلًا من الإصابة لدى الرجال مقارنة بالنساء.
يتم تصنيف أورام القولون إلى عدة مراحل وفقًا لمدى انتشاره وتقدمه، وهي:
- المرحلة صفر: تُعرف بسرطان القولون الموضعي أو مرحلة ما قبل السرطان، حيث تكون الخلايا غير الطبيعية موجودة فقط في البطانة الداخلية للقولون ولم تنتشر بعد.
- المرحلة الأولى: ينتشر فيها الورم إلى الطبقة تحت المخاطية، وهي النسيج الضام تحت الغشاء المخاطي، وقد يصل إلى عضلة جدار القولون.
- المرحلة الثانية: ينتشر فيها السرطان إلى جدار القولون، أو بطانة البطن، أو الأنسجة المجاورة، ولكن لم يصل بعد إلى الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة: حيث ينتقل السرطان إلى الغدد الليمفاوية، لكنه لم ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
- المرحلة الرابعة: تُعرف بسرطان القولون المنتشر أو النقيلي، ويكون فيها السرطان قد انتشر إلى أعضاء الجسم البعيدة مثل الكبد، أو الرئتين، أو المبايض، أو العقد الليمفاوية البعيدة.
أعرض سرطان القولون
تتشابه أعراض أورام القولون والمستقيم مع أمراض أخرى أقل خطورة. ومع تقدم الحالة قد تظهر الأعراض المعروفة التالية:
- تغير عادات الأمعاء، مثل حدوث الإسهال أو الإمساك
- ملاحظة وجود دم في البراز
- الألم في أسفل البطن
- فقدان الوزن غير المبرر
- التعب أو الضعف
- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
تشخيص سرطان القولون
إذا ظهرت أعراض سرطان القولون أو زادت خطورة الإصابة بأورام القولون والمستقيم، قد يُوصى بإجراء مجموعة من الفحوص التشخيصية. يُسهم التقدم التكنولوجي الحديث في تحسين دقة وكفاءة تشخيص أورام الجهاز الهضمي، بما في ذلك أورام القولون. قد تشمل الفحوص التشخيصية:
- منظار القولون: يتيح هذا الفحص للطبيب رؤية القولون والمستقيم بشكل واضح من خلال إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا إلى داخل الأمعاء. يساعد هذا الإجراء في الكشف المبكر عن الأورام الحميدة والخبيثة.
- التنظير السيني المرن: يشابه منظار القولون لكنه يركز على فحص الجزء السفلي من القولون فقط.
- فحوصات البراز: تتضمن تحليل عينات البراز للكشف عن وجود دم أو علامات غير طبيعية قد تشير إلى أورام القولون والمستقيم.
- فحص البراز الكيميائي المناعي: اختبار للكشف عن وجود دم غير ظاهر في البراز.
- فحص الدم غير الظاهر في البراز: مماثل لفحص البراز الكيميائي المناعي، ويهدف إلى الكشف عن الدم الذي لا يُرى بالعين المجردة في البراز.
اقرأ المزيد عن: أفضل مكان لعمل منظار المعدة
طرق علاج أورام القولون
يعتمد علاج أورام القولون والمستقيم على مجموعة من العوامل، بما في ذلك مرحلة الورم وموقع الإصابة والحالة الصحية العامة للمريض. تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
- الجراحة: تعد الجراحة العلاج الأساسي لأورام القولون والمستقيم، حيث يتم استئصال الورم والأنسجة المصابة. يمكن استخدام الجراحة طفيفة التوغل لتقليل حجم الشق الجراحي، مما يؤدي إلى تعافٍ أسرع ومضاعفات أقل، مع الحفاظ على العضلة العاصرة في حالة أورام المستقيم.
- العلاج الكيميائي: يتضمن استخدام الأدوية لإزالة الخلايا الخبيثة أو إيقاف نموها. يُمكن إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعدها للقضاء على أي خلايا خبيثة متبقية.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة أو أنواع أخرى من الإشعاع لتدمير الخلايا الخبيثة. يمكن استخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الأورام أو بعد الجراحة لضمان إزالة أي خلايا خبيثة متبقية.
- العلاج الموجه: يشمل استخدام أدوية محددة تستهدف الخلايا الخبيثة مع الحفاظ على الخلايا السليمة. يتم تقديم هذا العلاج عادةً بالتوازي مع العلاج الكيميائي.
- العلاج المناعي: يعزز استخدام الجهاز المناعي للمريض لمحاربة الخلايا الخبيثة وتحسين استجابة الجسم للورم.
طرق الوقاية من أورام القولون
على الرغم من أن سرطان القولون يمكن أن يحدث دون وجود أسباب مباشرة أو معروفة، هناك خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة القولون والكشف المبكر عن الأورام الحميدة أو الخبيثة. تتضمن طرق الوقاية ما يلي:
- إجراء الفحوصات الطبية الدورية والفحوصات المخبرية، ومنظار القولون، للأفراد الذين لديهم عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بأورام القولون.
- تناول غذاء غني بالألياف الغذائية والإكثار من شرب الماء مما يعزز صحة القولون.
- الانتظام في ممارسة النشاط البدني مما يساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
- تجنب الأطعمة التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
- الحفاظ على وزن صحي أو تقليل الوزن في حالة السمنة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
- يعتبر التدخين من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون.
- التقليل من مستويات الإجهاد والتوتر مما يساهم في الحفاظ على صحة القولون.