تضخم الكبد الدهني

تضخم الكبد الدهني
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

تضخم الكبد الدهني من أكثر اضطرابات الكبد شيوعًا، ويرتبط غالبًا بنمط الحياة غير الصحي والسمنة ومرض السكري، قد لا يدرك الكثيرون أنهم مصابون به، حيث لا تظهر أعراض واضحة في البداية، لكن مع الوقت قد يتطور إلى مراحل متقدمة تشكل خطرًا على صحة الكبد والجسم بالكامل، في هذا المقال نناقش بالتفصيل أسباب تضخم الكبد الدهني، وأعراضه، كما نوضح مراحل الإصابة، ومدى خطورة هذا المرض، وإمكانية الشفاء منه. 

ما هو تضخم الكبد الدهني؟

تضخم الكبد الدهني هو حالة تتراكم فيها الدهون على خلايا الكبد بنسبة تتجاوز 10% من وزن الكبد الكلي، هذا التضخم لا يُعد مرضًا مستقلًا بذاته، لكنه عرض لمرض أكبر، فهذا دليل على وجود مشكلة في عملية الأيض ونمط الحياة الغذائي، ويظهر تضخم الكبد الدهني في صورة كبد دهني غير كحولي في الحالات الطبيعية، وفي حالة إدمان الكحوليات يظهر في صورة كبد دهني كحولي. 

أعراض تضخم الكبد الدهني

غالبًا ما يكون تضخم الكبد الدهني صامتًا في بدايته، لكن مع تقدم الحالة، يشعر المريض بعدة أعراض مزعجة، منها:

  • الشعور بالامتلاء أو الضغط الشديد في البطن.
  • آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن. 
  • الإرهاق العام والضعف.
  • فقدان الشهية والغثيان، ونقص الوزن.
  • تغير لون البراز، والبول في الحالات المتقدمة.
  • ارتفاع إنزيمات الكبد عن معدلاتها الطبيعية في التحاليل.

تُعد هذه الأعراض مؤشرًا على وجود خلل في الكبد، وينبغي عدم تجاهلها، ويجب زيارة الطبيب فورًا، لأن الإهمال قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التليف أو الفشل الكبدي.

مراحل الكبد الدهني

يمر تضخم الكبد الدهني بعدة مراحل، الانتقال من مرحلة لأخرى قد يستغرق سنوات، لكنه يعتمد بشكل كبير على عوامل الخطر مثل السمنة، والسكري، وأسلوب الحياة، ومدى التزام المريض بالعلاج، تبدأ المراحل من البسيطة حتى التلف الكامل:

  1. المرحلة الأولى “الكبد الدهني البسيط”: في هذه المرحلة تتراكم الدهون داخل خلايا الكبد، ولكن لا يوجد التهاب أو تلف في خلايا الكبد، لذلك هذه المرحلة غالبًا ما تكون بدون أعراض.
  2. المرحلة الثانية “التهاب الكبد الدهني”: تتراكم الدهون في الكبد وتسبب التهابًا وقد يصاحبه تلفًا بسيطًا في خلايا الكبد، هذه المرحلة قد تسبب أعراضًا مثل التعب وآلام البطن.
  3. المرحلة الثالثة “تليف الكبد”: استمرار الالتهاب والتليف يؤدي إلى تكوين ندبات في الكبد، تفقد خلايا الكبد وظيفتها تدريجيًا. 
  4. المرحلة الرابعة “تليف الكبد المتقدم وفشل كبدي”: في هذه المرحلة، يكون الكبد قد تعرض لضرر كبير ويحدث تلف في خلايا الكبد بشكل واسع، تليف الكبد يعيق وظائف الكبد بشكل كبير وقد يؤدي إلى فشل الكبد.

ما هو علاج دهون وتضخم الكبد؟

يبدأ علاج دهون وتضخم الكبد بتحديد السبب الرئيسي للحالة، لا توجد حاليًا أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج الكبد الدهني، لذا يظل تغيير نمط الحياة هو حجر الأساس، ويجب اتباع خطة علاج شاملة، تتضمن:

  • إنقاص الوزن الزائد بطريقة صحية تدريجيًا. 
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن، يعتمد على نسب منخفضة من الدهون المشبعة والمهدرجة. 
  • الامتناع عن تناول السكريات تمامًا. 
  • الامتناع عن شرب الكحوليات تمامًا. 
  • المتابعة الطبية المنتظمة للتحكم في مرض السكري، وكذلك ضغط الدم المرتفع.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، لتحسين الصحة العامة، وتقليل الدهون في الجسم بشكل عام والكبد خصوصًا. 
  • في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مكملات غذائية أو أدوية معينة لتحسين وظائف الكبد وتقليل حدة الالتهابات، لكن لا يوجد علاج خصيصًا لعلاج الكبد الدهني. 

هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد الدهني؟

نعم، يمكن الشفاء من التهاب الكبد الدهني، خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، بشرط التزام المريض الصارم بالعلاج، وتجنب المسببات والأطعمة التي تجهد الكبد، يمكن أن يعود الكبد إلى حالته الطبيعية دون حدوث تليف في خلاياه، وكلما كان التدخل الطبي مبكرًا، زادت فرص الشفاء التام بشكل كبير.

أما في المراحل المتقدمة من المرض، وإذا حدث تليف كامل في الخلايا، أو أهمل المريض العلاج ومسببات المرض، يصعب الشفاء الكامل، ولكن إذا التزم المريض في هذه المرحلة يمكن إبطاء تطور المرض، وتفادي المضاعفات الخطيرة. 

اقرأ بالتفصيل عن: أسباب تضخم الكبد

هل تضخم الكبد الدهني خطير؟

من الأسئلة الشائعة التي يطرحها الكثير من المرضى، الإجابة تعتمد على المرحلة التي يُكتشف فيها المرض، تضخم الكبد الدهني قد يكون خطيرًا إذا لم يُكتشف مبكرًا أو لم يُعالج، الإهمال في التعامل مع الكبد الدهني قد يؤدي إلى التهاب مزمن وتليف كبدي، وهو ما يعرض المريض لاحقًا لخطر الإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي، ومع ذلك، يمكن السيطرة على الحالة والوقاية من المضاعفات حتى في الحالات المتقدمة من خلال تغيير نمط الحياة، فقدان الوزن، والامتناع عن الأطعمة الضارة.

هل يعود الكبد لحجمه الطبيعي بعد التضخم؟

في كثير من الحالات يكون الكبد لحجمه الطبيعي بعد التضخم، بشرط أن يتم العلاج في مرحلة مبكرة، قبل حدوث تليف أو ضرر دائم في الخلايا، والكبد من الأعضاء التي تمتلك قدرة كبيرة على التجدد مرة أخرى، عن طريق تعديل نمط الحياة والعادات الغذائية الخاطئة مثل شرب الكحول، مع فقدان الوزن، يمكن للكبد أن يُشفى تدريجيًا وتقل الدهون المتراكمة عليه، مما يجعل من الممكن عودته إلى حجمه الطبيعي. 

التغذية المناسبة لمريض تضخم الكبد الدهني

الغذاء المناسب يُشكل جزءًا أساسيًا من العلاج، يجب تجنب الأطعمة التي ترهق الكبد، وتزيد من تضخمه ومن أهمها:

  • الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة ومهدرجة.
  • الأطعمة المقلية والدهنية والوجبات السريعة. 
  • الأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف: لاحتوائها على نسبة عالية من السكر الذي يُجهد الكبد.
  • الفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من الفركتوز، مثل العنب.
  • تقليل الأطعمة التي تحتوي على توابل حارة.
  • تجنب المشروبات الغازية والكحوليات تمامًا.
  • تجنب الأطعمة المالحة في فترة الإصابة لأنها تزيد من احتباس السوائل داخل الجسم.

هناك أطعمة يمكن للمريض تناولها؛ لتحسين صحة الكبد:

  • البروتينات الخفيفة، مثل: السمك المشوي، الدجاج المسلوق، وكذلك البيض المسلوق.
  • النشويات المعقدة، مثل: البطاطس المسلوقة، البطاطا، الشوفان، والأرز البني.
  • الإكثار من شرب الماء، وتجنب العصائر الصناعية المحلاة، والمشروبات الغازية.
  • الخضروات الطازجة والمطهية جيدًا، والبروكلي، والقرنبيط.
  • الفواكه قليلة السكر مثل التفاح والبرتقال.
  • الأسماك الدهنية مثل السلمون.
  • المكسرات النيئة دون ملح أو زيت.

خلاصة المقال

تضخم الكبد الدهني حالة شائعة، لكنها قابلة للعلاج بشكل كامل، إذا تم اكتشافها مبكرًا، وتبدأ رحلة الشفاء بتغيير نمط الحياة، والالتزام بتعليمات الطبيب، لا تهمل صحتك، واجعل من فحص الكبد جزءًا من متابعتك الدورية، عند الشعور بأعراض مثل الإرهاق المستمر، ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، تغير في لون البول أو البراز، أو ظهور اصفرار في الجلد والعينين، يجب زيارة الطبيب فورًا، انصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو: رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.

المصادر:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

مقالات آخرى