علاج الكبد الدهني الكحولي يمثل خطوة حاسمة في رحلة التعافي من التأثيرات السامة للكحول على الكبد. حيث يعتبر الكبد من أهم الأعضاء في الجسم، لأنه يؤدي دورًا رئيسيًا في تخلص الجسم من السموم، كما ينظم العمليات الحيوية بالجسم، لكن الإفراط في شرب الكحول يسبب تراكم الدهون في الكبد أو ما يُعرف ب “Alcoholic Fatty Liver Disease” وهو المرحلة الأولى لتلف الكبد الناتج عن استهلاك الكحول بشكل مفرط،يتراكم فيه الدهون داخل خلايا الكبد، مما يؤدي إلى التهابات ومضاعفات لاحقة إذا لم يُعالج مبكرًا. هذه الحالة عادة ما تكون صامتة، وقد لا تسبب أعراضًا واضحة في البداية، لكنها تنذر بمرحلة أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الكحولي أو التليف الكبدي. هذا المقال، سنسلط الضوء على طرق علاج الكبد الدهني الكحولي، ونجيب عن الأسئلة الشائعة المتعلقة به.
Table of Contents
Toggleهل يمكن الشفاء من دهون الكبد الكحولية؟
نعم، يمكن الشفاء من دهون الكبد الكحولية في المراحل المبكرة، بشرط:
- الإقلاع عن الكحول نهائيًا، وهو الخطوة الأولى والرئيسية في التعافي.
- تغيير نمط الحياة إلى نمط صحي، والتوقف عن تناول الأطعمة التي تُجهد الكبد.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لتحديد بروتوكول العلاج المناسب، فقد يصف الطبيب بعض المكملات الغذائية التي تحسن صحة الكبد، كما يمكن أن يصف بعض الأدوية إذا كان هناك ارتفاع في إنزيمات الكبد بسبب الكحول.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي، ممارسة الرياضة تلعب دورًا كبيرًا في دعم علاج الكبد الدهني الكحولي، حيث: تُحسن من حساسية الإنسولين، تُقلل من دهون الكبد المتراكمة، تُساعد على فقدان الوزن الزائد، تُحسن المزاج وتقلل من التوتر الذي قد يدفع البعض إلى العودة للكحول، لذلك يوصي الأطباء مرضى الكبد الدهني الكحولي بممارسة الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة أو أكثر يوميًا.
لذلك مما سبق نستنتج إن علاج الكبد الدهني الكحولي ليس علاجًا دوائيًا فقط، لكنه نمط حياة، يستلزم تغيير شامل ومتكامل، ويعتمد على مدى التزام المريض وجديته في العلاج.
ما هو الدواء الذي يزيل دهون الكبد؟
لا يوجد دواء محدد حتى الآن يُزيل الدهون من الكبد بشكل مباشر، لكن هناك بعض العلاجات التي تُحسن من وظائف الكبد وتساعد في تقليل الالتهابات، وقد يشمل علاج الكبد الدهني الكحولي:
- مكملات غذائية لدعم صحة الكبد، مثل: السيليمارين.
- فيتامين E: مضاد أكسدة يساعد على تقليل التهابات الكبد.
- فيتامين B المركب، لتعويض النقص الذي ينتج عن إدمان الكحول.
- بعض الأدوية التي تستخدم في علاج مرض السكر، مثل: البيوجليتازون، والميتفورمين، ويتم استخدامهم في الحالات التي ترتبط دهون الكبد بمقاومة الأنسولين.
- قد تساعد بعض الأطعمة الطبيعية في علاج الكبد وتقليل الالتهابات فيه، مثل: الأفوكادو، والكركم.
يجب التنبيه أن كل هذه الأدوية والمكملات الغذائية يجب تناولها تحت إشراف الطبيب، ولا يجب على المريض تناولها من تلقاء نفسه.
كيف يمكنني تنظيف كبدي من الكحول؟
تنظيف الكبد من الكحول يبدأ بالإقلاع التام عن الكحول، والقيام بالخطوات التالية لدعم صحة الكبد:
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل.
- الاهتمام بالدعم النفسي والعلاج السلوكي لمنع الرجوع إلى تناول الكحول في لحظات الضعف أو الملل.
- تناول مضادات الأكسدة الطبيعية التي تقلل من نسب الالتهابات، مثل: الكركم، والشاي الأخضر، لأن مضادات الأكسدة الطبيعية تساهم في إزالة السموم من الجسم والكبد.
- تناول الوجبات الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية الهامة التي تدعم وظائف الكبد، مثل: البيض.
- تناول الخضروات الورقية، مثل: السبانخ والجرجير.
- تناول الطعام الذي يحتوي على الإنزيمات، مثل: الثوم.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة السريعة والمصنعة المليئة بالدهون المشبعة والمهدرجة.
- ممارسة الرياضة كما ذكرنا من قبل.
- ويمكن استشارة الطبيب في القيام بالصيام المتقطع، لأنه يزيد من فرص تخلص الكبد من الدهون المتراكمة حوله.
أعراض التهاب الكبد الكحولي
التهاب الكبد الكحولي هو المرحلة الثانية التي تلي مرحلة الكبد الدهني، ويتميز بما يلي:
- اصفرار الجلد، وبياض العينين، وهو ما يُعرف ب” اليرقان”، وهو العرض الأكثر شيوعًا.
- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن ” مكان تواجد الكبد” ويتكون هذا الوجع بمجرد اللمس.
- فقدان الشهية في تناول الطعام، وهو غالبًا عرض يصيب مدمني الكحول بسبب كثرة تناول الكحول.
- التعب العام والإعياء الشديد.
- الشعور بالغثيان والميل إلى القيء.
- في المراحل المتأخرة يحدث تراكم للسوائل في البطن، وهو ما يُعرف ب”الاستسقاء”.
- التشوش الذهني وعدم القدرة على الإدراك، بسبب تراكم السموم في الدم، وإصابة الكبد تحيل دون تكسير هذه السموم.
- يحدث تضخم الكبد في بعض الحالات المتقدمة.
- قد يتطور الأمر إلى الفشل الكبدي.
وتزداد الأعراض حدة عند استمرار شرب الكحول بكميات كبيرة وقد يصعب هذا من الكشف المبكر، الذي يُعتبر ضروريًا لمنع تفاقم الأعراض، ظهور هذه الأعراض يستدعي فحص وظائف الكبد فورًا.
هل يمكن علاج التهاب الكبد الكحولي؟
وكما هو معروف أن التهاب الكبد أشد خطورة من الكبد الدهني الكحولي، لذلك يتساءل المرضى هل يشفى مريض التهاب الكبد الكحولي؟، نعم، لكن بدرجة أصعب من الكبد الدهني. يمكن الشفاء من التهاب الكبد الكحولي ولكن هذا يعتمد على عدة عوامل منها:
- التوقف تمامًا عن شرب الكحول، كما يعتمد على حالة الكبد وقت اكتشاف المرض.
- في المراحل المبكرة من التهاب الكبد الكحولي الحاد: يُشفى التهاب الكبد بشكل كامل، ولكن الشرط الأساسي هو التوقف نهائيًا عن تناول الكحول، واتباع نمط حياة صحية.
- في المراحل المتقدمة من تليف الكبد: قد يكون الشفاء بشكل كامل صعب، لكن يمكن السيطرة على الحالة ومنع تفاقم الأعراض بالتوقف عن تناول الكحول والبدء في العلاج بشكل فعال، ويمكن علاج المضاعفات التي تحدث مثل: الاستسقاء أو النزيف من المريء إذا حدث.
- في حالات التلف الشديدة أو الفشل الكبدي: قد يكون الخيار الأمثل للشفاء -بعد توقف الكحول بالتأكيد- هو زراعة الكبد.
كم يحتاج الكبد للتخلص من الكحول؟
عادةً ما يحتاج الكبد من أربعة إلى ستة أسابيع لبدء التخلص من آثار الكحول، لكن عودة الكبد لحالته الطبيعية قد تستغرق ثلاثة
إلى ستة أشهر، في الحالات البسيطة، وقد يتجاوز الأمر إلى عام كامل في حالة الالتهاب.
في هذه المرحلة يجب التوقف تمامًا عن تناول الكحول، فهذا هو الركن الأساسي في علاج الكبد الدهني الكحولي.
هل التهاب الكبد الكحولي معدي؟
التهاب الكبد الكحولي ليس معديًا، لأنه ناتج عن تأثير الكحول على الكبد، وليس بسبب فيروس أو بكتيريا. لكن ذلك لا يُقلل من خطورته، إذ يُمكن أن يؤدي إلى فشل كبدي مميت إذا لم يُعالج، فلا بد من التوعية والبدء المبكر في علاج الكبد الدهني الكحولي قبل تطور المرض.
وخلاصة القول…
إن علاج الكبد الدهني الكحولي ممكن وفعال جدًا في حالة اكتشاف المرض مبكرًا، ويشمل أولًا التوقف عن تناول الكحول، وتغيير نمط الحياة، مع الدعم النفسي أثناء فترة العلاج، إذا كنت تعاني من أي من الأعراض السابق ذكرها في المقال لا تتردد في زيارة الطبيب وننصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.