تجربتي مع التهاب الكبد بي
لم تكن تجربتي مع التهاب الكبد بي مجرد حالة مرضية عابرة، بل رحلة طويلة مليئة بالخوف والأمل، الألم والصبر، والأسئلة التي لم تتوقف عن طرق ذهني منذ لحظة التشخيص، التهاب الكبد الوبائي (B) يُعتبر من الأمراض الفيروسية المنتشرة عالميًا، والذي قد يمر على بعض المصابين دون أن يترك أثرًا، بينما يغير حياة آخرين تمامًا.
لذلك في هذا المقال أشارككم تفاصيل تجربتي، مع إلقاء الضوء على الحقائق الطبية التي توصل إليها العلم في هذا المجال، حتى يجد كل مريض طريقه نحو العلاج والاطمئنان، وأشارككم تفاصيل رحلتي مع الطبيب المعالج وتفاصيل رحلة التعافي كاملة.
بدأت تجربتي مع التهاب الكبد عندما أجريت فحصًا روتينيًا للدم، لم أكن أعاني من أعراض واضحة، فقط بعض الإرهاق الذي نسبته لضغوط الحياة، لكن نتيجة التحاليل كشفت إصابتي بفيروس الكبد (B)، كانت لحظة صعبة للغاية، فكل ما أعرفه عن هذا المرض يرتبط بمخاوف من تليف الكبد أو سرطان الكبد.
كانت تدور في عقلي أسئلة كثيرة، ما هي علامات الشفاء من التهاب الكبد الوبائي ب؟ كم يعيش مريض التهاب الكبد B الخامل؟ وما هي النسبة الطبيعية لالتهاب الكبد B؟ وهل يمكن الشفاء من التهاب الكبد بي؟ أسئلة كثيرة كانت تدور في عقلي، وكانت الإجابة دائمًا تحتاج إلى طبيب متخصص يُرشدني.
أعراض فيروس بي النشط
أصعب المراحل في تجربتي مع التهاب الكبد كانت عند ظهور أعراض فيروس بي النشط، والتي تضمنت:
- التعب والإرهاق المستمر، مع شعور عام بالضعف.
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالغثيان والميل للقيء.
- فقدان تام في الشهية لتناول الطعام.
- آلام مستمرة في البطن، خاصة في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- اصفرار لون الجلد والعينين، أو ما يُعرف باسم “اليرقان”، وذلك بسبب تراكم البيليروبين.
- تحول لون البول إلى الداكن.
- تغير لون البراز إلى اللون الفاتح.
هذه الأعراض لم تكن ثابتة دائمًا، أحيانًا تختفي وتعود، وأحيانًا تزداد مع الضغوط أو إهمال النظام الغذائي.
هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد بي؟
في أثناء رحلتي، اطلعت على قصص حالات شفيت من فيروس الكبد بي، وكانت مصدر قوة بالنسبة لي، فالطب الحديث يؤكد أن هناك نسبًا عالية من المرضى يمكن أن يعيشوا بشكل طبيعي دون مضاعفات إذا تم تشخيصهم مبكرًا والالتزام بالعلاج، الشفاء التام قد يحدث في بعض الحالات، حيث يتمكن الجهاز المناعي من التخلص من الفيروس نهائيًا، بينما في حالات أخرى يظل الفيروس خاملًا داخل الجسم، دون أن يسبب ضررًا كبيرًا، ولكن مع ضرورة المتابعة المنتظمة.
وفقًا للأبحاث، فإن نسبة الشفاء من فيروس بي تختلف من شخص لآخر، وقد تصل في بعض الحالات إلى 90% خاصة إذا كانت الإصابة في سن مبكرة، بينما قد يتحول المرض عند آخرين إلى حالة مزمنة تحتاج إلى متابعة دورية وعلاج مستمر.
كم يعيش مريض التهاب الكبد B الخامل؟
من الأمور التي طمأنتني في تجربتي مع التهاب الكبد أنني عرفت أن المريض إذا كان مصابًا بالفيروس في حالته الخاملة، يمكن أن يعيش عمرًا طبيعيًا تمامًا، طالما لم تحدث مضاعفات مثل تليف الكبد أو تنشيط الفيروس، وهنا يأتي دور الكشف المبكر والتحاليل الدورية.
ما هي النسبة الطبيعية لالتهاب الكبد B؟
كثيرًا ما يسأل المرضى: ما هي النسبة الطبيعية لالتهاب الكبد B؟ والإجابة أن التحاليل تختلف بحسب نوع الفحص: فهناك فحص للأجسام المضادة HBsAg وفحص للفيروس نفسه في الدم HBV DNA، النسبة الطبيعية تعني أن الفيروس غير نشط أو غير موجود، هذا يحدده الطبيب وفقًا التحاليل الدقيقة.
هناك عدة أنواع من التحاليل، ومنها:
- مضاد السطح HBsAg: النتيجة إذا كانت سلبية تعني أن الفيروس غير موجود في الجسم أو تم الشفاء منه.
- الأجسام المضادة السطحية HBsAb: النتيجة الطبيعية هي إيجابي، وتشير إلى وجود مناعة ضد الفيروس إما عن طريق التطعيم أو التعافي من عدوى سابقة.
- الحمض النووي الفيروسي HBV DNA: النتيجة الطبيعية هي غير قابل للكشف، وهذا يعني عدم وجود فيروس نشط في الدم بكميات يمكن اكتشافها.
ما هي علامات الشفاء من التهاب الكبد الوبائي بي؟
أهم علامات الشفاء من التهاب الكبد الوبائي بي تشمل اختفاء الأعراض تدريجيًا، وعودة المريض إلى ممارسة أنشطة حياته اليومية:
- أختفاء أعراض اليرقان من العينين والوجه والجلد.
- تحسن مستوى نشاط الجسم، وعودة المريض لممارسة أنشطة حياته اليومية بسهولة.
- تحسن وظائف الكبد، وعودة نسبة إنزيمات الكبد ALT و AST إلى مستوياتها الطبيعية في تحاليل الدم.
- اختفاء الحمض النووي للفيروس (HBV DNA) في الدم.
دروس من التجربة
خرجت من تجربتي مع التهاب الكبد بعدة دروس مهمة، أذكرها لكم حتى تكون علامة في طريق أي مريض يبحث عن المساعدة:
- الكشف المبكر ينقذ الحياة: فلو لم أجرِ فحص الدم صدفة، ربما كنت اكتشفت المرض في مرحلة متأخرة.
- الالتزام بالعلاج ضرورة: بعض المرضى يتوقفون عن الدواء عند تحسن الأعراض، لكن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسة خطيرة.
- النظام الغذائي أساسي: الابتعاد عن الدهون الزائدة والكحوليات، والاعتماد على طعام صحي ساعدني كثيرًا.
- الدعم النفسي مهم: مشاركة تجربتي مع الآخرين أعطتني راحة داخلية، وأكدت أنني لست وحدي في هذه الرحلة، وهذا ما دفعني إلى كتابة تجربتي مع التهاب الكبد.
الأمل مع التقدم الطبي
اليوم وبعد مرور شهور على تجربتي مع التهاب الكبد، أشعر بامتنان كبير للتقدم الطبي الذي أتاح خيارات علاجية فعالة، الأدوية الحديثة تقلل من نشاط الفيروس وتحد من تطور المرض، بل إن بعض الدول بدأت تعتمد برامج قومية للقضاء على الفيروس من خلال الكشف المبكر والعلاج المجاني، المرض ليس نهاية الحياة، بل بداية مرحلة جديدة من الوعي الصحي، والالتزام بالنصائح الطبية، والثقة بالله أولًا وأخيرًا.
وفي الختام…
إن تجربتي مع التهاب الكبد كانت مليئة بالتحديات، لكنها جعلتني أُقدّر قيمة الصحة، وأتعلم كيف أتعامل مع جسدي بحكمة، وإذا كنت تبحث عن طبيب تثق به في متابعة حالتك أو الحصول على استشارة دقيقة، فإنني أرشح لك الدكتور/ زكريا محمد، فهو:
- رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر.
- أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد.
- حاصل على دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي.
- استشاري مناظير القنوات المرارية.
- عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية.
- عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.