أعراض فيروس سي الكبدي

أعراض فيروس سي الكبدي
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

أعراض فيروس سي الكبدي

تُعد أعراض فيروس سي الكبدي من أكثر أعراض الأمراض غموضًا في إطار الفيروسات الكبدية، حيث يتميز هذا المرض بقدرته على التسلل إلى الجسم في صمت وبلا أعراض، ودون أن يُظهر علامات واضحة في مراحله الأولى، قد يستمر لسنوات داخل الكبد دون اكتشاف، إلى أن يُحدث تلفًا شديدًا أو تليفًا كاملًا في خلايا الكبد. في هذا المقال سنشرح بالتفصيل كل ما يتعلق بـ “أعراض فيروس سي الكبدي”، بداية من أول العلامات الخفية، وصولًا إلى الأعراض الواضحة والمتأخرة، مع الإجابة عن أكثر الأسئلة شيوعًا حول هذا الفيروس.

ما هو فيروس سي الكبدي؟

فيروس سي الكبدي (Hepatitis C) هو فيروس يصيب خلايا الكبد ويؤدي إلى التهابها، مما يعيق الكبد عن أداء وظائفه الطبيعية بمرور الوقت، ينتقل الفيروس عادة عن طريق الدم، كما يُمكن أن يتحول إلى عدوى مزمنة تؤثر على الكبد بشكل خطير ما لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرًا.

أعراض فيروس سي الكبدي في بدايته

واحدة من أكبر المشكلات في تشخيص المرض أن أعراض فيروس سي الكبدي في بدايته تكون خفيفة جدًا أو غير موجودة على الإطلاق، وتعتمد الأعراض على كل حالة على حدة، لكن الأطباء يؤكدون أن معظم المصابين لا يشعرون بأي أعراض في المرحلة الأولى، لكن في بعض الحالات تظهر علامات مبكرة، منها:

  • الشعور بالتعب العام والضعف.
  • فقدان الشهية، مع الشعور بالغثيان، وشعور بعدم ارتياح بعد الأكل.
  • ألم في البطن، خاصة في الجزء العلوي الأيمن.
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

أعراض فيروس سي الكبدي على الوجه

رغم أن الكبد عضو داخلي، إلا أن تأثيره قد يظهر خارجيًا، لا سيما في مراحل متقدمة من المرض، ومن أعراض فيروس سي على الوجه:

  • اصفرار الجلد وبياض العين ما يعرف بـ”اليرقان”.
  • شحوب البشرة نتيجة فقر الدم المزمن المصاحب للمرض.
  • تورم خفيف في الوجه نتيجة احتباس السوائل في الجسم.
  • احمرار في باطن الكف أو الوجه أحيانًا.

وهذه العلامات قد لا تكون مقتصرة على فيروس سي، لكنها في سياق الأعراض العامة تشير إلى ضرورة زيارة الطبيب فورًا، خاصة إن وُجدت مع تغيرات في نتائج تحاليل الكبد، أو ارتفاع في إنزيمات الكبد.

متى تبدأ أعراض مرض الكبد بالظهور؟

تبدأ أعراض مرض الكبد بالظهور تدريجيًا مع تطور العدوى وتحولها إلى حالة مزمنة، وقد يستغرق هذا الأمر سنوات، عندما يتلف الكبد بدرجة كافية، تبدأ أعراض فيروس سي الكبدي في الظهور بشكل أوضح، وتشمل:

  • الإرهاق المستمر، وعدم القدرة على أداء المهام اليومية.
  • ألم شديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  • انتفاخ البطن أو وجود سوائل في التجويف البطن، ما يُعرف بـ”الاستسقاء”.
  • تغير لون البول إلى اللون الداكن.
  • ظهور بعض الكدمات على سطح الجلد.
  • حكة جلدية مستمرة ومزعجة، مع تغير في لون الجلد إلا الأصفر.
  • اضطرابات عقلية خفيفة (تشوش، نسيان) بسبب تراكم السموم في المخ.

هنا يصبح الأمر طارئًا ويستدعي تدخل طبي عاجل تحت إشراف أخصائي أمراض الكبد.

متى يظهر فيروس سي في التحاليل؟

بعد التعرض للعدوى، لا تظهر الأعراض في البداية، ولكن تبدأ فترة حضانة الفيروس.

وتُعرف فترة حضانة الفيروس بأنها المدة الزمنية بين دخول الفيروس الجسم وبداية ظهور الأعراض، وغالبًا لا تظهر أي أعراض على المريض في هذه المدة،  تمتد من أسبوعين إلى 6 أشهر حتى يُظهر الفيروس نفسه في التحاليل، ومتوسط هذه الفترة حوالي 6 إلى 7 أسابيع. وتُستخدم تحاليل خاصة لتشخيص فيروس سي، منها:

  • تحليل الأجسام المضادة لفيروس سي (Anti-HCV):
    •  يكشف هذا التحليل عن وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم نتيجة للإصابة بالفيروس “تمثل استجابة الجسم للفيروس”.
    •  عندما تظهر نتيجته إيجابية فهذا يعني أن الجسم تعرض للإصابة سواء حديثًا أو قديمًا، لكنه لا يحدد إذا كان الشخص مصاب حاليًأ أم لا.
  • تحليل  PCR للكشف عن الحمض النووي للفيروس (HCV RNA):
    • يكشف هذا التحليل عن وجود الحمض النووي  RNA للفيروس، أو المادة الوراثية للفيروس.
    • نتيجة التحليل الإيجابية تؤكد نشاط العدوى الحالية للفيروس، وهذا يعني أن الشخص مصاب بالفيروس حاليًا ويحتاج للعلاج.
    • يعتبر هذا التحليل من أدق أنواع تحاليل فيروس سي لأنه يؤكد وجود الفيروس في الجسم من عدمه.

لذا، فإن معرفة متى يظهر فيروس سي في التحاليل أمر أساسي لتحديد توقيت الفحص بدقة، خاصة في حالة الشك بعد عملية نقل دم أو التعرض لمصدر عدوى.

كيف يتم الكشف عن فيروس سي؟

يتضمن الكشف عن فيروس سي عدة خطوات:

  1. أخذ التاريخ الطبي بدقة: خاصة إذا كان هناك عمليات نقل دم قديمة، أو وشم، أو استخدام أدوات حلاقة ملوثة، لأنه ينتقل في الأساس عن طريق الدم الملوث، والأدوات غير المعقمة.
  2. التحاليل المعملية: اختبار الأجسام المضادة للفيروس، اختبار PCR للتأكد من وجود الفيروس.
  3. تحاليل وظائف الكبد: لقياس إنزيمات الكبد والتأكد من مدى تأثير الفيروس.
  4. الموجات فوق الصوتية (السونار): لتصوير الكبد وتحديد حالته، وهل يوجد تضخم أو علامات تليف.
  5. أحيانًا يتم أخذ عينة نسيجية من خلايا الكبد “خزعة” لتقييم شدة التليف.

لذلك فإن الكشف عن فيروس سي يتطلب مجموعة من الفحوصات وليس تحليلًا واحدًا فقط.

هل يمكن الشفاء من التهاب الكبد C؟

أصبح الشفاء من التهاب الكبد C ممكنًا في السنوات الأخيرة بفضل تطور الأدوية الحديثة، تُستخدم الآن مضادات الفيروسات المباشرة وتُعرف باسم (DAAs) والتي تحقق نسب شفاء تفوق 95% في أغلب الحالات خلال فترة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعًا فقط، دون آثار جانبية خطيرة. لكن يشترط لنجاح العلاج:

  • التشخيص المبكر.
  • الالتزام بالجرعة والفترة المحددة.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب.

ولكن الحالات المتقدمة التي وصل فيها المرض إلى مراحل التليف الكامل، يكون العلاج الأساسي هو زراعة الكبد، ولكن يمكن علاج الفيروس بشكل كامل بالأدوية بعد إتمام زراعة الكبد.

خلاصة المقال

أعراض فيروس سي الكبدي ليست دائمًا واضحة، لكنها مفتاح الاكتشاف المبكر للمرض،  تختلف العلامات حسب المرحلة من التعب الخفيف إلى اليرقان وتورم البطن، الفحص الدوري، والانتباه لأدق التغيرات الجسدية، والوعي بطبيعة المرض، هي حجر الأساس في محاربة المرض قبل الوصول للمضاعفات الخطيرة. علاج فيروس سي أصبح اليوم متوفرًا وفعالًا، لكن فرص الشفاء ترتبط مباشرة بسرعة التشخيص وبدء العلاج. فلا تنتظر ظهور الأعراض المتقدمة، ولا تستهين بأي إشارة غير معتادة في صحتك. إذا كنت تشك في احتمال إصابتك، أو ظهرت عليك واحدة أو أكثر من أعراض فيروس سي الكبدي، بادر فورًا باستشارة الطبيب وإجراء التحاليل اللازمة.

انصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو: رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.

المصادر:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

مقالات آخرى