التهاب الكبد بفيروس بي (HBV) من الأمراض الشائعة التي تصيب الكبد، ويمكن أن تتراوح شدة الإصابة به من عدوى خفيفة مؤقتة وهو ما يُعرف بالالتهاب الحاد، إلى مرض مزمن خطير وهو ما يُعرف بالالتهاب المزمن، من أكثر الأمور أهمية في مواجهة (HBV) هو التعرف المبكر على أعراض فيروس بي، يساعد ذلك في تلقي العلاج المناسب وتفادي المضاعفات الخطرة.
ما هو فيروس بي؟
فيروس بي هو أحد الفيروسات التي تهاجم الكبد وتسبب التهابه، ينتقل من خلال الدم أو سوائل الجسم الأخرى، مثل: السائل المنوي للرجل، قد يكون هذا الفيروس خاملًا لسنوات دون ظهور أي أعراض واضحة على المريض، وفي هذه الحالة يكون تشخيصه في مراحل مبكرة أمر صعب للغاية.
ما هي أعراض التهاب الكبد بي؟
تختلف أعراض فيروس بي من شخص لآخر، وقد لا تظهر لدى بعض الأشخاص وخاصة الأطفال المصابين بالتهاب الكبد بفيروس بي، خاصة في المراحل الأولى من العدوى، وتتراوح تلك الأعراض بين الشديدة والمتوسطة وقد تكون خفيفة في كثير من الحالات، في بعض الحالات تظهر الأعراض واضحة بعد مرور مدة تتراوح من شهر إلى أربعة أشهر، لكن عند ظهور الأعراض، فقد تشمل:
- ألم في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن، وأيضًا آلام أسفل المعدة.
- الإرهاق الشديد، وفقدان الشهية.
- اضطرابات في المعدة، والغثيان والقيء.
- بول داكن اللون.
- آلام في المفاصل والعضلات، والشعور بالوهن العام.
- اصفرار الجلد وبياض العينين وهي حالة تُعرف باسم (اليرقان)، ويختلف الأشخاص في تلك الحالة وسهولة ملاحظة هذا التغيير في الجلد، حسب لون جلد الشخص المصاب.
- قد يُصاب الشخص بالحمى خاصة إذا كان الالتهاب حاد.
أعراض فيروس بي قد تتشابه مع أمراض أخرى، لذلك لابد من إجراء التحاليل للتأكد من التشخيص.
ما هي أعراض فيروس بي النشط؟
تزداد شدة الأعراض عند تحول العدوى إلى مرحلة نشطة، وتشمل أعراض فيروس بي النشط:
- ألم شديد ومستمر في منطقة الكبد.
- ظهور علامات فشل كبدي مثل النزيف أو تورم القدمين.
- إرهاق دائم لا يزول مع الراحة.
- تطور سريع لليرقان، فيزداد اصفرار الجلد والعينين.
- عند إجراء تصوير للكبد بالموجات فوق الصوتية يُلاحظ ظهور تليف في بعض أجزاء الكبد.
- في هذه الأثناء لابد أن يطلب الطبيب اختبارات للدم، تكشف عن وجود فيروس التهاب الكبد بي في الدم، وتكشف أيضًا عن العدوى حادة أم مزمنة، كما يوجد اختبار لتحديد هل لدى الشخص منعة من الإصابة بالفيروس أم لا.
- عند إجراء اختبار لإنزيمات الكبد نجد ارتفاع ملحوظ في إنزيمات الكبد.
في بعض الحالات قد تتطور الحالة إلى تليف أو حتى سرطان الكبد، لذلك فإن متابعة الحالة من قبل الطبيب المختص أمر بالغ الأهمية.
متى يكون فيروس بي خطرًا؟
يصبح فيروس بي خطرًا في الحالات التالية:
- عندما يتحول إلى عدوى مزمنة تستمر أكثر من 6 أشهر.
- إذا كان المريض من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل: النساء الحوامل، المصابين بأمراض مناعية، لضعف المناعة الذاتية للجسم عن المقاومة.
- عندما ترتفع نسبة الفيروس في الدم مما يدل على نشاط كبير للفيروس.
- إذا تطورت الحالة إلى تلف في أنسجة الكبد مثل: تليف الكبد، وفي بعض الأحيان يحدث مضاعفات خطيرة مثل سرطان الكبد.
- بعض الفئات معرضة للإصابة بفيروس بي أكثر من غيرهم، مثل: الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي والمستشفيات، والمواليد لأمهات مصابات بفيروس بي.
لذلك لابد للمريض بفيروس بي المتابعة الدورية مع الطبيب، وتحليل إنزيمات الكبد باستمرار، ونسبة الفيروس في الدم، للتأكد من حالة المريض إذا كانت بحاجة إلى تلقي العلاج أم المراقبة الدورية فقط.
كم نسبة فيروس بي الخامل؟
يُعرف فيروس بي بالخامل عندما يكون موجودًا في الجسم دون أن يسبب أعراضًا أو ضررًا للكبد، وغالبًا ما تكون نسبة فيروس بي الخامل منخفضة جدًا في التحاليل التي تحدد نسبة الإصابة في الجسم ومدى خطورتها، كما تكون نسبة إنزيمات الكبد طبيعية، في هذه الحالات يحتاج المريض إلى المتابعة الدورية فقط مع الطبيب مع إجراء التحاليل اللازمة بشكل دوري، ولا يحتاج إلى تلقي أي نوع من الأدوية بشكل دوري.
من المهم توعية المريض بأن الفيروس قد ينشط في أي وقت، لذلك يجب على المريض المتابعة المستمرة مع الطبيب.
تعرف على: طرق انتقال فيروس بي
نسبة الشفاء من فيروس بي
رغم خطورة مضاعفات هذا المرض، إلا أن هناك العديد من حالات شفيت من فيروس الكبد بي، خاصة إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا. يعتمد ذلك على قوة جهاز المناعة واتباع إرشادات الطبيب.
تختلف نسبة الشفاء من فيروس بي حسب عمر المريض:
- أكثر من 90% من البالغين الأصحاء الذين يصابون بالعدوى الحادة يتمكنون من الشفاء التام دون الحاجة لعلاج مضاد للفيروسات.
- الأطفال الرضع: أقل من 10% يتم شفائهم ذاتيًا.
- الأطفال فوق سن 5 سنوات: يشفون من العدوى الحادة دون الحاجة إلى علاج مضاد للفيروسات.
- المصابون بالعدوى المزمنة: يصعب الشفاء من فيروس بي بصورته المزمنة نهائيًا، لكن العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات واتباع إرشادات الطبيب يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة ويحافظ على صحة الكبد من تلف الأنسجة سواء كان بالتليف أو تطور المضاعفات، كما يمكن السيطرة على فيروس بي بصورته المزمنة بشكل كبير لسنوات طويلة دون حدوث مضاعفات.
أهمية الكشف المبكر عن أعراض فيروس بي
الكشف المبكر عن أعراض فيروس بي يساعد بشكل كبير في منع تحوله إلى المرحلة المزمنة، لذلك من المهم جدًا اتباع الآتي:
- إجراء التحاليل بصورة دورية إذا كنت من الفئات المعرضة للإصابة.
- الوقاية تبدأ بالتطعيم، حيث يُعد لقاح فيروس بي فعالًا بنسبة كبيرة تفوق 95%، لذلك إذا كنت من العاملين في القطاع الصحي، أو من الفئات المعرضة للإصابة احرص على أخذ اللقاح.
- إذا كنت مصابًا بفيروس بي الخامل، انتبه إلى العلامات المبكرة التي تظهر وقت نشاط الفيروس، ومنها: الإرهاق، تغير لون البول، وتورم القدمين.
- في حالة ظهور أي أعراض مقلقة يجب عليك التوجه فورًا للطبيب للفحص والاطمئنان.
- تعلم طرق الوقاية من فيروس بي.
كيف يمكن الوقاية من فيروس بي؟
- تجنب استخدام الأدوات الشخصية للآخرين، مثل أدوات إزالة الشعر، وفرش الأسنان.
- الحرص على تعقيم الأدوات الطبية بعد كل مريض، خاصة في عيادات الأسنان، وعيادات الجراحة.
- فحص الدم للكشف عن وجود الفيروس قبل نقل الدم أو قبل الخضوع للعمليات الجراحية.
- استخدام وسائل حماية أثناء العلاقة الزوجية، مثل الواقي الذكري، إذا كان أحد الزوجين مصابًا بفيروس بي.
وفي الختام…
أعراض فيروس بي قد تكون خفية في البداية، لكنها قد تكون مؤشر مهم للكشف المبكر والعلاج، يمكن تقليل خطر الإصابة والمضاعفات، من خلال استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض والحرص على التحاليل الدورية، كما يُنصح أيضًا بتلقي التطعيم.
وعلى الرغم من أن فيروس بي قد يكون مزمنًا، إلا أن نسبة الشفاء من فيروس بي في المراحل الحادة الأولى مرتفعة، لذلك في حالة ظهور الأعراض بادر بزيارة الطبيب.
ننصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر، وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد، كما أنه من أهم أطباء الأمراض الباطنة، لا تتردد وبادر بالذهاب للحصول على خدمة طبية ترضيك.
٥٣ شارع نخله المطيعى عمارة البنك الاهلى ، ميدان تريومف - هليوبوليس - مصر الجديدة
القاهرة - مصر