يُطلق على مرض السيلياك أحيانًا “المرض الصامت”، لأن أعراض السيلياك عند الكبار قد تكون خفية أو غير متوقعة، كثير من الأشخاص البالغين يعانون لسنوات من مشاكل هضمية، كما تظهر عليهم أعراض لا تتعلق بالجهاز الهضمي، دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض وأنه مرض السيلياك، وهذه الحالة تنتج عن تفاعل معقّد بين الجسم وبروتين الجلوتين الموجود في القمح والشعير. في هذا المقال، نوضح كل ما يحتاجه المريض للتعرف على هذا المرض، وأعراض السيلياك عند الكبار، والفرق بينه وبين حساسية الجلوتين، كما نوضح إمكانية الشفاء منه.
Table of Contents
Toggleكيف يبدأ مرض السيلياك؟
تختلف بداية مرض السيلياك من شخص لآخر، عند الكبار لا تظهر الأعراض فجأة، لكنها تتطور ببطء على مدار سنوات، يُعتقد أن العامل الوراثي يلعب دورًا مهمًا في تطور المرض، إلى جانب محفزات بيئية تتجرأ على الشخص، مثل: الالتهابات أو التغيرات في النظام الغذائي.
عند تناول الطعام الذي يحتوي على الجلوتين يبدأ الجسم في مهاجمة بطانة الأمعاء الدقيقة، تبدأ الأعراض تدريجيًا بالظهور، وقد تكون غير متوقعة.
ما هي أعراض السيلياك الصامت؟
قد لا يعاني بعض المصابين بالمرض من أعراض واضحة، لكن على الرغم من ذلك يحدث ضرر كبير في الأمعاء الدقيقة، ولذلك يُعرف المرض باسم “السيلياك الصامت” وتشكل تحديًا حقيقيًا على المرضى،لأنهم يعانون في صمتٍ تام، من خلال فحص الدم وأخذ عينة من الأمعاء يمكن اكتشاف المرض حتى دون أعراض خارجية. تشمل أعراض السيلياك الصامت أحيانًا:
- اضطرابات طفيفة في المعدة لا تُلاحظ على المرضى.
- نقص كبير في الفيتامينات والمعادن دون وجود سبب واضح، وذلك بسبب ضعف امتصاص المعادن داخل الأمعاء.
- هشاشة العظام نتيجة نقص امتصاص الكالسيوم في الدم.
- مشاكل عصبية ونفسية مثل: القلق.
ولذلك يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو أمراض مناعية أخرى بالخضوع للفحص، حتى لو لم يشعروا بأعراض مباشرة.
أعراض السيلياك الصامت، الغير هضمية:
- رغم أن معظم الضرر يقع على الأمعاء الدقيقة فبعض المرضى يعانون من: الإسهال، الانتفاخ، وآلام البطن.
- هناك بعض المرضى يعانون من أعراض اخرى مثل: تساقط الشعر، هشاشة الأظافر، الإرهاق والتعب العام، الاكتئاب أو القلق.
- بعض النساء المصابات تحدث لديهم مشاكل في الخصوبة أو تأخر الحمل.
- يحدث لبعض المرضى طفح جلدي مزمن.
ووجود هذه الاختلافات في الأعراض تجعل التشخيص صعبًا، ولا بد من التوعية بالمرض.
ما هو الفرق بين حساسية الجلوتين والسيلياك؟
يحدث خلط كبير في التفرقة بين مرض السيلياك وحساسية الجلوتين، بسبب تقارب بعض الأعراض والسبب واحد في كلاهما، لكن هناك فرق كبير بينهما.
السيلياك: هو اضطراب مناعي ذاتي، يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الأمعاء الدقيقة ويحدث تلف في خلاياها عند تناول مادة الجلوتين. كما يوجد اختبارات تساعد في الكشف عنه، وهو أكثر خطورة ولا يمكن الشفاء منه نهائيًا.
أما حساسية الجلوتين: فهي تفاعل غير مناعي، يحدث نتيجة تناول الجلوتين ويسبب أعراض في الجسم والأمعاء، لكن دون أي تلف في خلايا الأمعاء. لا توجد فحوصات تكشف عن حساسية الجلوتين، تعتبر حساسية الجلوتين أقل خطورة وقد تختفي مع الوقت.
سبب مرض السيلياك: ما الذي يحفّز الاستجابة المناعية؟
معرفة أعراض السيلياك عند الكبار، تبدأ اولًا بمعرفة أسباب مرض السيلياك، تشمل الأسباب:
- السبب الجيني أن الشخص يحمل أحد الجينات المسؤولة عن استجابة مناعية غير طبيعية للجلوتين، مثل: HLA-DQ2 أو HLA-DQ 8.
- العوامل الوراثية ووجود إصابة في العائلة يزيد من خطر الإصابة بمرض السيلياك.
- الإصابة بعدوى فيروسية معينة في سن صغيرة أثرت على تعامل الجسم مع الجلوتين.
- مشاكل الجهاز المناعي، وتحفز من استجابة الجسم ضد الأمعاء.
- تناول الجلوتين أو طعام يحتوي عليه هو السبب الرئيسي وراء ظهور الأعراض.
عند حدوث هذه الأسباب يبدأ الجسم في مهاجمة بطانة الأمعاء وتدمير لفائف الأمعاء التي تمتص العناصر الغذائية، مما يسبب سوء امتصاص وأعراضًا مزمنة.
هل مرض السيلياك له درجات؟
مرض السيلياك له درجات مختلفة، فالأعراض تختلف شدتها من شخص لآخر:
- المرحلة 0: لا يحدث بها أي تلف في الأمعاء.
- المرحلة 1: تزداد الخلايا الليمفاوية الموجودة داخل الأمعاء الدقيقة، ولا يشعر المريض بأعراض واضحة.
- المرحلة 2: تزداد تكاثر الخلايا الليمفاوية، وتشمل بعض المشاكل الهضمية.
- المرحلة 3: تبدأ خلايا الأمعاء بالتلف بشكل جزئي، وتزداد الخلايا الليمفاوية، وتبدأ ظهور بعض المضاعفات مثل: نقص الوزن الشديد، وهشاشة العظام.
- المرحلة 4: وهي درجة شديدة يحدث فيها تلف واضح في الأمعاء.
تحدد درجة شدة المرض عبر فحوصات الدم، وتحليل الأعراض السريرية، وأخذ عينة من الأمعاء الدقيقة.
كيف تعرف أنك مصاب بمرض السيلياك؟
تشخيص السيلياك يتم من خلال دمج الأعراض التي يعاني منها المريض، مع الفحوصات الطبية، فإذا كنت تعاني من التعب العام، اضطرابات هضمية، نقص الحديد بدون سبب، مع وجود العامل الوراثي، فربما تكون مصابًا، لتأكيد:
- تحليل أجسام مضادة للجلوتين في الدم.
- أخذ عينة نسيجية من الأمعاء الدقيقة وتحليلها للتشخيص.
- في بعض الأحيان يُطلب اختبار جيني للتحقق من وجود جينات “HLA-DQ2 أو HLA-DQ 8”.
هل يمكن الشفاء من مرض السيلياك؟
الجواب دقيق أنه لا يمكن الشفاء نهائيًا من مرض السيلياك، السيلياك مرض مزمن، لكنه يمكن التحكم به تمامًا عبر نظام غذائي خالي من الجلوتين مدى الحياة.
بمجرد التوقف عن تناول الجلوتين، تبدأ الأعراض في التحسن تدريجيًا، وتشفى الأمعاء تدريجيًا حسب الحالة، فالأساس في السيطرة على الأعراض يبدأ من خلال تغيير نمط الغذاء المتبع، فلا توجد علاجات تشفي من السيلياك حتى الآن.
هل مرض السيلياك يؤدي إلى الموت؟
لا يسبب السيلياك الموت بشكل مباشر، لكن إذا تُرك دون علاج يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، مثل:
- سوء تغذية حاد.
- هشاشة في العظام، وتزداد خطورة الإصابة بالكسور.
- سرطان الأمعاء الدقيقة في حالات نادرة وتكون الحالة متقدمة جدًا.
- أمراض مناعية مصاحبة مثل: السكري وأمراض الغدة الدرقية.
لذلك يجب على المريض الالتزام بالنظام الغذائي لتجنب المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة.
وفي الختام…
أعراض السيلياك عند الكبار غير واضحة في بداية الأمر، لذلك لا بد من الانتباه لأي تغيرات تحدث في الجهاز الهضمي، خاصة إذا ارتبط الأمر بفقر الدم، الإرهاق أو مشاكل العظام، انصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو: رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد
المصادر: