يُعد التهاب المرارة والقولون من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا التي يعاني منها البالغون، إذ يؤثران بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، ويُسببان أعراضًا مزعجة تبدأ من آلام البطن والانتفاخ، وصولًا إلى اضطرابات الهضم الحادة، وغالبًا ما تتداخل أعراض المرارة والقولون، مما يجعل المريض في حيرة من أمره بين طبيعة الألم ومصدره الحقيقي، لذلك لا بد من المتابعة المستمرة مع الطبيب لعلاج أعراض التهاب المرارة والقولون بشكل صحيح. في هذا المقال سنعرض بالتفصيل أعراض التهاب المرارة والقولون، وأسبابهما، ومضاعفاتهما، وطرق العلاج المتاحة وفق أحدث الإرشادات الطبية.
ما هي أسباب التهاب المرارة والقولون؟
ينشأ التهاب المرارة والقولون نتيجة عوامل متعددة تؤثر على كفاءة الجهاز الهضمي:
- في حالة المرارة، يكون السبب الرئيسي غالبًا هو وجود حصوات في القناة المرارية، مما يعيق تدفق العصارة الصفراوية ويتسبب في التهاب جدار المرارة الداخلي، كما يمكن أن يحدث الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو اضطرابات في المناعة.
- أما التهاب القولون، فقد ينشأ بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو نتيجة القولون العصبي المزمن، أو تناول أطعمة دسمة ومليئة بالدهون، أو بسبب الضغوط النفسية التي تؤثر على حركة الأمعاء.
كما تشير آراء الأطباء والأبحاث إلى أن هناك علاقة وثيقة بين التهاب المرارة والقولون، حيث تؤدي مشكلات المرارة أحيانًا إلى زيادة تقلصات القولون وصعوبة الهضم.
أعراض التهاب المرارة والقولون
تتشابه أعراض التهاب المرارة والقولون في كثير من الأحيان، مما يصعّب التفريق بينهما دون فحص طبي دقيق، ومن أبرز الأعراض المشتركة بينهما:
- ألم شديد في الجزء الأيمن العلوي من البطن، يمتد أحيانًا إلى الكتف أو الظهر، وهو عرض مميز لالتهاب المرارة، تظهر أعراض المرارة بالصور بطرق متنوعة، ويمكن أن تساعد الصور الطبية أو التخطيطية في فهم أماكن الألم وأشكاله.
- انتفاخ البطن وكثرة الغازات، وهي من أكثر علامات القولون شيوعًا.
- غثيان وقيء خاصة بعد تناول الأطعمة الدسمة أو المقلية.
- تقلصات وألم في أسفل البطن، قد تكون ناتجة عن التهاب القولون.
- فقدان الشهية وضعف عام في الجسم.
- تغيرات في حركة الأمعاء ما بين الإسهال أو الإمساك المتكرر.
- حرقة المعدة والشعور بالامتلاء السريع بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
- إذا كنت تتساءل ما هي أعراض المرارة الملتهبة؟ في الحالات الشديدة من التهاب المرارة والقولون قد يظهر ارتفاع في درجة الحرارة واصفرار الجلد والعينين (نتيجة انسداد القنوات المرارية)، وهي حالة تتطلب التدخل الطبي الفوري.
أعراض التهاب المرارة البسيط
في بعض الحالات، يكون الالتهاب خفيفًا أو بسيطًا، ويُعرف باسم “التهاب المرارة البسيط”، وتشمل أعراضه ما يلي:
- ألم خفيف متقطع في الجانب الأيمن من البطن.
- إحساس بالانتفاخ بعد تناول الوجبات.
- غثيان بسيط وميل للقيء يزداد بعد الأطعمة الدهنية.
- مرارة في الفم نتيجة اضطراب إفراز العصارة الصفراوية.
- شعور بالامتلاء أو الثقل في المعدة.
رغم أن الأعراض قد تبدو بسيطة، فإن إهمال علاج التهاب المرارة البسيط قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب المرارة الحاد أو انسداد القنوات الصفراوية.
مضاعفات التهاب المرارة والقولون
إهمال العلاج أو التأخر في التشخيص قد يؤدي إلى تطور خطير في الحالتين، ومن أبرز مضاعفات التهاب المرارة والقولون:
- خراج المرارة أو انفجارها في الحالات المتقدمة.
- انسداد القنوات الصفراوية وما يتبعه من اصفرار الجلد والعينين.
- تأثر الكبد والبنكرياس نتيجة الالتهاب المزمن في المرارة.
- التهاب القولون التقرحي المزمن نتيجة التهاب القولون المستمر الذي قد يستدعي جراحة.
- ضعف امتصاص الغذاء وفقدان الوزن المفاجئ، والذي يصاحبه نقص في العناصر والفيتامينات الهامة في الجسم.
- اضطرابات في الهضم المزمن وانتفاخ دائم بالبطن، نتيجة التهاب القولون.
لهذا من الضروري عدم تجاهل أعراض التهاب المرارة والقولون، واللجوء إلى الطبيب المختص فورًا لتجنب هذه المضاعفات.
أكلات ومشروبات التهاب المرارة والقولون
يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في تحسين الحالة أو تفاقمها، ينصح الأطباء عند الإصابة بـ التهاب المرارة والقولون بالآتي:
- الأطعمة المسموح بها:
- الخضروات المسلوقة والمطهية بالبخار.
- الفواكه الغنية بالألياف مثل التفاح والموز.
- البروتينات الخفيفة مثل صدور الدجاج أو السمك المشوي.
- الزبادي قليل الدسم لاحتوائه على بكتيريا مفيدة للهضم.
- الأطعمة الممنوعة:
- الأطعمة المقلية والدهنية.
- اللحوم المصنعة والمعلبة.
- المشروبات الغازية والكافيين الزائد.
- الأطعمة الحارة والمتبّلة بشدة.
- المشروبات المفيدة:
- الماء بكميات كافية يوميًا.
- مشروبات الأعشاب مثل النعناع واليانسون والبابونج.
- عصير التفاح الطبيعي بدون سكر مضاف.
اتباع نظام غذائي صحي يُعد جزءًا أساسيًا من علاج التهاب المرارة والقولون ويساهم في الوقاية من النوبات المتكررة.
علاج التهاب المرارة بدون جراحة
في الحالات البسيطة والمتوسطة يمكن علاج التهاب المرارة بدون جراحة، من خلال:
- الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف الألم والتورم.
- المضادات الحيوية في حال وجود عدوى بكتيرية.
- تنظيم النظام الغذائي وتجنب الدهون.
- المتابعة الدورية بالموجات فوق الصوتية لمراقبة وضع المرارة.
لكن في بعض الحالات المتقدمة قد يتطلب الأمر استئصال المرارة جراحيًا، خصوصًا عند تكرار الالتهابات أو وجود حصوات كبيرة تعيق عمل القناة الصفراوية.
علاج التهاب المرارة في المنزل
يمكن التخفيف من أعراض التهاب المرارة والقولون في المنزل عبر إجراءات بسيطة، لكن يجب أن تكون مكملة للعلاج الطبي وليست بديلة عنه، مثل:
- شرب الماء الدافئ بانتظام للمساعدة على الهضم.
- تناول وجبات صغيرة متكررة بدلًا من الوجبات الكبيرة.
- استخدام كمادات دافئة على البطن لتقليل التقلصات.
- تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
- ممارسة المشي الخفيف لتحفيز حركة الأمعاء.
ويجب عدم الاعتماد على الوصفات المنزلية فقط دون إشراف طبي، لأن التهاب المرارة في بعض الحالات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
هل المرارة تسبب غازات بالبطن؟
نعم، يمكن أن تسبب مشاكل المرارة، خاصة عند وجود حصوات أو التهابات، شعورًا بانتفاخ البطن وتكوّن الغازات. يعود ذلك إلى أن اضطراب إفراز العصارة الصفراوية يؤثر على عملية هضم الدهون، مما يؤدي إلى بطء في الهضم وظهور أعراض مثل:
- غازات مزعجة.
- تجشؤ متكرر.
- إحساس بثقل بعد الأكل، خاصة بعد الوجبات الدسمة.
وهذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض القولون العصبي، مما يتطلب دقة في التشخيص.
علاج التهاب المرارة والقولون
يشمل العلاج عدة أدوية، حسب شدة الحالة ووجود مضاعفات، في الحالات الخفيفة، تُستخدم:
- المضادات الحيوية مثل: سيفترياكسون (Ceftriaxone).
- ميترونيدازول (Metronidazole).
- كما تُستخدم مسكنات الألم مثل: باراسيتامول (Paracetamol)، ديكلوفيناك (Diclofenac).
- أما إذا كانت هناك حصوات، فقد يُوصي الطبيب بأدوية مذيبة للحصوات مثل: حمض يوروديوكسيكوليك (Ursodeoxycholic acid)، لكن فعاليتها محدودة وتُستخدم فقط في حالات معينة، وغالبًا ما يكون الحل الجراحي هو الأنسب لإزالة المرارة.
- مضادات التقلص، لتقليل آلام القولون.
- تنظيم الطعام والابتعاد عن الدهون الثقيلة، وهي خطوة أساسية للتخلص من الالتهاب.
- المتابعة مع طبيب مختص في الجهاز الهضمي لتحديد سبب الالتهاب بدقة.
الأسئلة الشائعة
هل هناك علاقة بين المرارة والقولون؟
نعم، العلاقة وثيقة، لأن اضطراب المرارة قد يسبب خللًا في هضم الدهون مما يؤثر على حركة القولون ويؤدي إلى الانتفاخ والتقلصات.
كيف أفرق بين ألم الكبد والمرارة؟
ألم الكبد يكون منتشرًا في أعلى البطن مع أعراض عامة، بينما ألم المرارة يكون حادًا ومتركزًا في الجهة اليمنى العلوية ويزداد بعد تناول الدهون.
ازاي أفرق بين ألم الزائدة والقولون؟
ألم الزائدة يبدأ حول السرة ثم ينتقل لأسفل البطن الأيمن ويزداد مع الحركة، أما ألم القولون فيكون متغيرًا ويخف بعد التبرز.
أفضل دكتور لعلاج التهاب المرارة والقولون في مصر
إذا كنت تعاني من أعراض التهاب المرارة والقولون، فاختيار الطبيب المناسب هو الخطوة الأولى نحو التعافي.
أنصحك بزيارة الدكتور زكريا محمد، فهو: رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.
المصادر:
٥٣ شارع نخله المطيعى عمارة البنك الاهلى ، ميدان تريومف - هليوبوليس - مصر الجديدة
القاهرة - مصر