أسباب تليف الكبد

أسباب تليف الكبد
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

تليف الكبد أمر لا يحدث سريعًا، لكنه سلسلة من التغيرات الصامتة التي تحدث داخل هذا العضو الحيوي حتى يصل إلى مرحلة العجز الكامل عن أداء وظائفه. وبينما يتساءل كثيرون عن أسباب تليف الكبد، قد يفاجَأ البعض بأنهم يعيشون عوامل الخطر دون أن يعلموا، لذلك نتناول في هذا المقال بشكل مفصل أسباب تليف الكبد الأكثر شيوعًا، كما نوضح العلامات المبكرة، والمضاعفات المحتملة لهذا المرض الصامت. 

ما هو تليف الكبد؟

تليف الكبد أو ما يُعرف طبيًا باسم “liver Cirrhosis”  هو مرحلة متقدمة من تلف خلايا الكبد، تحدث نتيجة تعرض الخلايا الكبدية للضرر المستمر، مما يؤدي إلى تكون أنسجة ندبية تحلّ محل الخلايا السليمة، ومع الوقت تقل قدرة الكبد على أداء وظائفه الحيوية مثل تنقية الدم، وإنتاج البروتينات، وتخزين الفيتامينات.

ما هو السبب الرئيسي لتليف الكبد؟

رغم تعدد أسباب تليف الكبد، إلا أن السبب الرئيسي هو: الإصابة المزمنة بفيروسات الكبد B وC.

هذه الفيروسات تستقر داخل الكبد لسنوات طويلة، وقد تكون بدون أعراض لفترات طويلة، وتُحدث التهابًا مزمنًا يؤدي في النهاية إلى التليف، خاصة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.

الأسباب الأخرى لتليف الكبد

بالإضافة إلى الفيروسات، هناك أسباب تليف الكبد متعددة تشمل:

  • إدمان الكحول: من أخطر الأسباب في الدول الغربية، إذ يؤدي إلى التهاب الكبد الكحولي، أو الكبد الدهني الكحولي، ومع تطور الحالة يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد.
  • الكبد الدهني غير الكحولي، خاصةً مع السمنة المفرطة والإصابة بالسكري وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية. 
  • أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم خلايا الكبد.
  • بعض العوامل الوراثية التي تسبب أمراض الكبد. 
  • انسداد القنوات الصفراوية مثل في حالة التهاب القنوات الصفراوية الأولي.
  • تعاطي بعض الأدوية أو السموم التي تؤثر على خلايا الكبد لفترات طويلة. 
  • سوء التغذية، ونقص تناول البروتينات الصحية لفترات طويلة، يضر بصحة الكبد. 

على الرغم من تعدد أسباب تليف الكبد، لكن يبقى العامل الرئيسي وراء ذلك هو الاستمرار في أذى الكبد لفترات طويلة. 

أعراض تليف الكبد المبكر

تُعرف هذه المرحلة بـ”التليف الصامت”، لأن أعراض تليف الكبد المبكر غالبًا ما تكون غير محددة، وقد تتشابه مع أمراض الكبد الأخرى، ومن بين تلك الأعراض:

  • إرهاق عام دون سبب واضح.
  • فقدان الشهية دون سبب.
  • غثيان متكرر وميل للقيء.
  • فقدان الوزن تدريجيًا. 
  • انتفاخ البطن والشعور بالامتلاء، والإحساس بعدم الراحة. 
  • قد تبدأ الأعراض بالظهور وتكون أكثر تحديدًا، فيحدث اصفرار خفيف في الجلد أو العين، لكنه نادرًا في الحالات المبكرة. 

عند غياب التشخيص المبكر، تتطور الحالة إلى مضاعفات أشد خطورة.

اقرأ أيضا: هل تضخم الكبد معدي

ما هي العلامات التي تدل على أن الكبد ليس بخير؟

يُرسل الجسم إشارات عند تدهور وظائف الكبد، ومن العلامات التي تدل على أن الكبد ليس بخير:

  • اليرقان، أو اصفرار الجلد والعينين. 
  • نزيف اللثة والأنف. 
  • انتفاخ الساقين أو تجويف البطن؛ بسبب احتباس السوائل، فيما يُعرف بالاستسقاء.
  • حكة شديدة بالجلد.
  • تغير في لون البول إلى تعكير أو لون غامق.
  • تغير لون البراز إلى اللون فاتح.
  • قد يحدث ارتباك أو تشويش في الذهن أو حالات نسيان مفاجئة، نتيجة تراكم السموم في الدماغ، فيما يعرف باسم “الغيبوبة الكبدية”.

عند ظهور هذه الأعراض، يكون التليف قد دخل في مراحله المتقدمة.

أسباب تشمع الكبد عند النساء

تتشابه أسباب تليف الكبد بين الرجال والنساء، إلا أن بعض العوامل قد تكون أكثر شيوعًا لدى النساء، ومنها:

  • أمراض المناعة الذاتية: مثل: التهاب الكبد المناعي، والذي يصيب النساء بصورة أكبر.
  • التهاب القنوات الصفراوية الأولي (PBC): وهو اضطراب مناعي مزمن يصيب القنوات الصفراوية الدقيقة داخل الكبد، وهو أكثر شيوعًا بين النساء. 
  • الكبد الدهني الناتج عن التغيرات الهرمونية التي تحدث للنساء، أو السمنة.
  • تناول موانع الحمل لفترات طويلة قد يزيد من الضغط على الكبد في بعض الحالات، كما يزيد من احتباس السوائل داخل الجسم. 

لذلك، من المهم للمرأة متابعة صحة كبدها، خاصة في حالات السمنة أو التاريخ العائلي لأمراض الكبد.

هل يمكن الشفاء من مرض تليف الكبد؟

تتوقف إجابة هذا السؤال على مرحلة التليف، إذا تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، يمكن إيقاف تطوره بل وربما عكس جزء من التلف، خاصة في حالات الكبد الدهني أو الالتهاب المناعي، في المراحل المتقدمة، يصعب الشفاء التام، لكن يمكن السيطرة على الأعراض، وتأخير التدهور.

في حالات الفشل الكبدي الكامل، قد يكون زرع الكبد هو الحل الوحيد.

إذًا، الوعي بأسباب تليف الكبد والتشخيص المبكر هو الفارق بين الشفاء وتأخر الحالة.

هل يشفى مريض تليف الكبد؟

الإجابة المختصرة: يعتمد على المرحلة. المريض الذي يكتشف حالته في بداية التليف، ويلتزم بالعلاج ونمط حياة صحي، يمكن أن تتحسن حالته كثيرًا. أما المريض الذي يصل إلى مرحلة الاستسقاء أو النزيف أو الاعتلال الدماغي الكبدي، فإن الشفاء يكون أصعب، لكن حتى في الحالات المتقدمة، يمكن تحسين جودة الحياة، ومنع المضاعفات، خاصة إذا تم التحكم في السبب الأساسي.

كم يعيش مريض تليف الكبد؟

واحدة من أكثر الأسئلة التي تشغل بال المرضى: كم يعيش مريض تليف الكبد؟ لا توجد إجابة واحدة، فمدة البقاء تعتمد على عدة عوامل منها:

  • السبب الأساسي ومدى السيطرة عليه.
  • شدة التليف ووجوده في خلايا الكبد.
  • وجود مضاعفات مثل الاستسقاء أو النزيف أو الاعتلال الدماغي.
  • مدى التزام المريض بالعلاج الدوائي، وتجنب المحفزات الضارة للكبد.

في التليف الخفيف، قد يعيش المريض سنوات طويلة دون مشاكل كبيرة. أما في التليف المتقدم، فقد تنخفض معدلات النجاة حسب الحالة.

الخلاصة: كيف نتجنب تليف الكبد؟

الوقاية دائمًا خير من العلاج، ولكي نتجنب أسباب التليف، هناك بعض النصائح:

  • التطعيم ضد فيروسات الكبد. 
  • تجنب استخدام الإبر أو الأدوات الملوثة. 
  • تجنب شرب الكحول تمامًا. 
  • الحفاظ على الوزن الصحي، وتقليل السمنة.
  • مراقبة الكوليسترول وضغط الدم وكذلك السكر.
  • إجراء فحوصات دورية للكبد، خاصة في حالة التاريخ العائلي أو الأمراض المزمنة.

في النهاية، أسباب تليف الكبد كثيرة، ومعظمها يمكن الوقاية منه أو اكتشافه مبكرًا. تجاهل الأعراض الأولية هو ما يحوّل المرض من حالة يمكن السيطرة عليها إلى مأساة صحية حقيقية. لذا، لا تنتظر حتى تظهر عليك الأعراض، بادر بزيارة الطبيب للاطمئنان. 

انصحك بزيارة الدكتور/ زكريا محمد فهو: رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد بطب الأزهر. أستاذ م. أمراض الباطنة والسكر والكبد. دكتوراه أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي. استشاري مناظير القنوات المرارية. عضو جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية. عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد.

المصادر:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

مقالات آخرى